الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

كيف ستؤثر حرائق الغابات على العالم وكم كلفتها؟

كيف ستؤثر حرائق الغابات على العالم وكم كلفتها؟

حذر العلماء أيضاً من تداعيات حرائق الغابات - رويترز.

اندلعت حرائق الغابات في أجزاء كثير من العالم، في موسم مبكر واستثنائي من الكوارث التي تأثرت فيها مناطق بأمريكا الشمالية والجنوبية وأفريقيا وأوروبا وآسيا وأستراليا، ومنطقة سيبيريا الروسية التي تعد من أبرد مناطق العالم.



وقالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن الدخان المتصاعد من الحرائق في شمال شرق روسيا كان كثيفاً للغاية لدرجة أنه حجب الشمس وحول المنطقة إلى ظلام. وإجمالاً التهمت الحرائق أكثر من 10 ملايين فدان من الأراضي في منطقة ياقوتيا بروسيا هذا الصيف، ولا يزال 175 حريقاً مشتعلاً حتى الآن حيث ما زالت فرق الإطفاء تكافح للسيطرة على الكارثة.

مخاطر مستقبلية



وتدور مشاهد مماثلة في أنحاء عديدة من العالم حيث تكافح فرق الطوارئ للسيطرة على حرائق الغابات في كاليفورنيا على سبيل المثال بعد أن غطت الحرائق 40 ألف فدان، وفي تركيا واليونان وغيرها من دول قارة أوروبا. ويقول العلماء إن درجات الحرارة الشديدة في بعض المناطق والجفاف ساهما في اندلاع الحرائق.

وقال مسؤولو الغابات الفيدراليون في الولايات المتحدة إن ما يقرب نصف الحرائق هذا العام نتحت عن إهمال بشري كالتعامل غير المبالي، وكان ثلث الحرائق بسبب العواصف الرعدية.

وأشارت الصحيفة إلى أن إرجاع سبب الحرائق إلى البرق، سمح للمسؤولين بالتخلي عن التحقيقات المكلفة والمعقدة. كما أن اعتماد هذا السبب يقلل من كلفة الأضرار، لأنه بموجب القانون يتم تقييم التكاليف بشكل مختلف اعتماداً على ما إذا كان الحريق ناتجاً عن شخص أو عن ظاهرة طبيعية.

ملايين الدولارات



ونظراً لأن حرائق الغابات أصبحت أكثر خطورة في جميع أنحاء العالم، فمن المهم النظر في الطرق التي تؤثر بها الحرائق على الاقتصاد، وقدرت دراسة اقتصادية نشرها موقع إنفستوبيديا أن كل يوم إضافي من التعرض للدخان الناجم عن حرائق الغابات يقلل الأرباح في المجتمع بنحو 0.04% على مدار عامين.



الآثار الصحية



وقال الموقع أيضاً إن فقدان الأرواح من الآثار المهمة لحرائق الغابات والتي تؤثر على الاقتصاد أيضاً، حيث تسببت حرائق الغابات في أمريكا لعام 2019 بمقتل نحو 3700 مدني، وإصابة 17 ألفاً آخرين.

يواجه الأفراد القريبون من حرائق الغابات مخاطر استنشاق الدخان، إذ من الممكن أن تؤثر حرائق الغابات سلباً على جودة الهواء على بعد آلاف الأميال، وحتى الأشخاص الذين لم يصابوا بشكل مباشر في الحريق، قد يكون له تداعيات صحية تؤثر على معيشتهم واحتياجاتهم الصحية. وإلى جانب الصدمات الشخصية لهذه الوفيات والإصابات، فقد تتسبب الحرائق أيضاً في إحداث تغيير في الاقتصادات المحلية، حيث قد لا يتمكن الضحايا من العمل إما بشكل دائم أو لفترة من الوقت.

خسارة الممتلكات



يعد فقدان الممتلكات وتلفها أحد الآثار الرئيسية لحرائق الغابات، على سبيل المثال تسببت الحرائق في أمريكا عام 2019، بأضرار بالممتلكات بقيمة 14.8 مليار دولار.

وتعتبر خسارة الممتلكات أثراً اقتصادياً فورياً لحرائق الغابات، والتي ينتج عنها آثار متتالية تستمر لسنوات كتهجير العائلات والأفراد من منازلهم، وهلاك الشركات خاصة شركات التأمين

ضرب السياحة



تؤدي حرائق الغابات إلى القضاء على أنشطة الترفيه في المناطق المفتوحة، التي تجذب السياح، وتؤدي الحرائق كذلك إلى إبعاد الناس لسنوات قادمة، ويميل السائحون وعشاق الهواء الطلق إلى تجنب المنتزهات العامة الكبيرة عند وجود الدخان، كما يؤثر ذلك بشكل واسع على الصناعات الأخرى. وبهذه الطريقة، يمكن أن تؤثر حرائق الغابات سلباً على الضيافة والمطاعم والصناعات الأخرى.

وقدرت دراسة حديثة أجرتها كلية لندن الجامعية، أن حرائق الغابات لعام 2018 في كاليفورنيا وحدها كلفت الاقتصاد الأمريكي، ما مجموعه 148.5 مليار دولار.

في روسيا، قال مسؤولو الغابات، إنه تم تخصيص ما يقارب من 123 مليون دولار لمكافحة الحرائق هذا العام من الميزانية الفيدرالية وصندوق الاحتياط الحكومي، إلا أن علماء البيئة وخبراء الغابات يقولون إن المبلغ غير كافٍ.

وقال أحد المسؤولين إن انخفاض التمويل قد أدى إلى انخفاض عدد الأشخاص العاملين في الغابات الذين يقومون بحماية الغابات من الحرائق بشكل ملحوظ، وعندما يضرب الجفاف الشديد منطقة وينمو عدد الحرائق بشكل سريع، تكون القدرات المتوفرة لمواجهة الأمر أقل بكثير.

وأضاف أن التأخير لبضعة أيام في الاستجابة يؤدي إلى مثل هذه الزيادة في الحرائق التي لم يعد من الممكن التعامل معها.

تدهور الطبيعة



وحذر العلماء أيضاً من تداعيات حرائق الغابات، فبالإضافة إلى أنها تفاقم انبعاثات الكربون، فإنها تهدد بشدة بتدهور المناظر الطبيعية للغابات والتي تغطي ما يقرب من نصف روسيا، ويحذرون من أن ذلك سيؤدي إلى فقدان التنوع البيولوجي، خاصة عندما تقترن الحرائق بقطع الأشجار وظهور الآفات والأمراض التي تتفاقم مع تغير المناخ.

قال ألكسندر بيمنوف نائب مدير معهد الغابات التابع لأكاديمية العلوم الروسية في سيبريا إن العواقب طويلة المدى سلبية للغاية ليس فقط على أراضي روسيا ولكن أيضاً على مستوى العالم للمحيط الحيوي للأرض.