فيما تتجه الإدارة الذاتية إلى المصادقة على قانون الموازنة العامة للعام 2022 الشهر المقبل، أفاد مسؤول مالي في هيئة المالية إن الموازنة المخصصة للمشاريع الاستثمارية تبقى “متواضعة”، إلا أنها ازدادت بنسبة 100% عن موازنة 2021.

وقال محمد بكر، مستشار هيئة المالية في الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا، الخميس، في تصريح صوتي لموقع الحل نت، إن الاعتمادات المالية للموازنة العامة للعام المقبل 2022 بلغت قيمتها 981 مليون دولار، منها 80 مليون دولار للمشاريع الاستثمارية.

نمو بنسبة 37%

والأربعاء الفائت، أعلنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا أن 70%  من الموازنة الاستثمارية للعام القادم والتي تبلغ 80 مليون دولار، ستذهب للإدارات الذاتيّة والمدنيّة السبع و30% للإدارة الذاتيّة المركزية في شمال وشرق سوريا.

قد يهمك: “الإدارة الذاتية” تعتزم طرد المُوقعّين على المصالحة مع دمشق

وكانت موازنة العام الفائت قد قسمت بنسب متقاربة بين الإدارة الذاتية والمدنية السبع وبين الإدارة المركزية، حيث بلغت الموازنة المخصصة لـ الإدارة الذاتية المركزية 48.39%، أما الموازنة المخصصة لـ الإدارات الذاتية والمدنية” لشمال شرقي سوريا فبلغت 51.61% من الموازنة العامة.

وأضاف مستشار هيئة المالية، إن الموازنة العامة تشهد نمواً بنسبة 37% عن موازنة العام الحالي، و أن الموازنة المخصصة للمشاريع الاستثمارية تبقى “متواضعة”، إلا أنها ازدادت بنسبة 100% عن عام 2021، التي بلغت 40 مليون دولار للمشاريع الاستثمارية.

وكان المجلس العام في “الإدارة الذاتية” قد أقر في نيسان/أبريل الفائت الموازنة العامة للسنة المالية 2021، بمبلغ 498 مليارًا و772 مليونًا و350 ألف ليرة سورية وهو ما يعادل 171 مليونًا و599 ألفًا و150 دولارًا أميركيًا.

واستلمت كافة الإدارات الذاتية موازناتها وهي في مرحلة التدقيق المالي، والمصادقة على قانون موازنة 2022 والإعلان عن المشاريع المقترحة سيتم في شهر كانون الثاني/يناير من العام المقبل، بحسب مستشار هيئة المالية في الإدارة الذاتية.

اقرأ أيضا: كيف ستواجه الإدارة الذاتية مشكلة انخفاض مخزون القمح الاستراتيجي؟

البنية التحتية

وأشارت نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية أمينة أوسي، ، الأسبوع الفائت، في تصريح لموقع الإدارة الذاتية، إلى أن العام القادم “سيزخر بالمشاريع الخدميّة الضخمة، أبرزها استجرار مياه الشرب للحسكة تفادياً لوقوع أزمة إنسانيّة”.

وأضافت أن الإدارة الذاتية خصصت 100 مليون دولار أميركي لشراء مادة القمح، بحسب ما نقلت صفحة الإدارة الذاتية على موقع “فيسبوك”.

ومع إعلان هيئة الاقتصاد والزراعة في وقت سابق الأسبوع الفائت أن احتياطي القمح الاستراتيجي انخفض إلى نحو 200 ألف طن، فيما تبلغ حاجة مناطق شمال شرقي سوريا 700 ألف طن سنويا، تستهلك كبذار وطحين.

وفضل “بكر” عدم تناول المشاريع الضخمة والهامة التي يجري الحديث عنها باعتبارها لا تزال قيد النقاش، كما أن الموازنة لم يتم إقرارها بعد.

وأوضح المستشار القانوني لهيئة المالية في الإدارة الذاتية أن الموازنة العامة لكل إدارة ستخصص للبنية التحتية في 6 مؤسسات مركزية لهيئات ولجان الإدارة المحلية والبيئة والاقتصاد والتربية والصحة والطاقة والجامعات، وهي تضاهي الميزانية العسكرية، على حد وصفه.

للمزيد اقرأ أيضا: كيف تستفيد الفرقة الرابعة من إغلاق المعابر مع مناطق الإدارة الذاتية؟

وتنقسم الميزانية السنوية التشغيلية في الإدارة الذاتية إلى قيمة المصاريف والرواتب، حيث بلغت قيمة المصاريف  نحو 50 مليون دولار، في حين بلغت قيمة الرواتب في الإدارة الذاتية نحو 107 ملايين دولار، بحسب بكر.

واشتملت موازنة 2021على ثلاثة أقسام هي الموازنة الجارية، التي تتألف بدورها من ثلاثة أقسام هي؛ الموازنة المركزية توزع على المجلس العام ومجلس العدالة والمجلس التنفيذي، والموازنة المحلية للإدارات الذاتية والمدنية  وتوزع على المجالس التشريعية والأقاليم والإدارات الذاتية والمدنية، والرواتب.

والقسم الثاني هو الموازنات الاستثمارية التي تذهب للبلديات والمجالس في الإدارة الذاتية، والثالث هو الإيرادات المتوقعة.

انتقادات

من جانبه قال الباحث الاقتصادي جلنك عمر إن اعتمادات الموازنة العامة للإدارة الذاتية للعام 2022، بلغت قرابة مليار دولار (982 مليون دولار) وهناك فقط مبلغ 80 مليون دولار منها هي انفاق استثماري.

وأضاف على صفحته في موقع فيسبوك إن ذلك يعني أن الدعم المقدم للمحروقات وللدقيق سيبقى يحوز على الجزء الأكبر من هذه الموازنة، اضافة للإنفاق الجاري، مع الأخذ بالاعتبار مخصصات الدفاع الكبيرة.

قد يهمك أيضا: الإدارة الذاتية تقر قانونا لمكافحة الإرهاب.. ماذا يتضمن؟

واعتبر أنه ودون إصلاح سياسات الدعم “الفاشلة” ستبقي قدرة الإدارة على النهوض بالواقع الاقتصادي وإحداث تنمية حقيقية مكبلة.

واعتادت الإدارة الذاتية الإعلان منذ العام 2018 عن وجود فائض في ميزانيتها، الأمر الذي عرضها لانتقادات من أن وجود فائض في الميزانية يعني أنها لم تنفذ وأنه خطأ يستوجب المسائلة.

 وتعاني مناطق الإدارة الذاتية من تدهور الواقع الخدمي وتفاوت مستواه ما بين مناطقها، فيما تراجعت البنية التحتية في مختلف القطاعات بعد مرور عشر سنوات على الحرب.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة